احتجاجات في جنوب شرق إيران مع تفاقم أزمة المياه
احتجاجات في جنوب شرق إيران مع تفاقم أزمة المياه
نظم إيرانيون في إقليم سيستان بلوشستان الجنوبي الشرقي احتجاجا على أزمة شح المياه، منتقدين إخفاق الحكومة في التعامل مع الأزمة المتصاعدة وإهمال حقوقهم في مياه نهر هلمند، مع وصول الجفاف بالمنطقة إلى مرحلة حرجة، وفقا لما ذكره "راديو أوروبا الحرة"، الثلاثاء.
وشارك في الاحتجاج، الذي وصفته وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية بـ"التجمع القانوني"، مئات من سكان مدينة زابل، وطالبوا الرئيس، إبراهيم رئيسي، بالحضور إلى المنطقة، داعين إلى إنشاء مجلس أعلى لمعالجة الأزمة.
وينظر إلى تناقص إمدادات المياه على أنه تهديد وجودي لإيران، حيث أسهمت إدارة المياه السيئة والجفاف ومشاريع البنية التحتية المليئة بالفساد في ندرة المياه.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “سيستان بلا ماء وليس فيها أسباب للعيش ومتعطشة للمياه وللانتباه”، وشددوا على الحاجة إلى مجلس لمعالجة الأزمات وحذروا من أن الوضع يمكن أن يتصاعد ويشكل "تحد للأمن القومي".
وتسببت أزمة المياه والافتقار إلى التنمية الصناعية في معاناة شديدة لسكان المنطقة، حيث طالب بعضهم بتعويضات عن الأضرار الزراعية الناجمة عن الجفاف، والإعفاء الضريبي، وإعفاء مربي الماشية من القروض، في ما قال أحد المتظاهرين إنها مجرد البداية لمرحلة "حرجة للغاية" للإقليم.
وهذا الاحتجاج هو الخامس في نوعه خلال الأشهر الأخيرة بسبب أزمة المياه في سيستان بلوشستان.. وركز تجمع سابق في إبريل الماضي على تقاعس وزارة الخارجية والوكالات الحكومية الأخرى عن السعي للحصول على حقوق مياه نهر هلمند من حكام طالبان في أفغانستان المجاورة.
وتضرر إقليم سيستان بلوشستان، ولا سيما مدنه الشمالية، بشدة من أزمة المياه والعواصف الترابية لعدة أشهر، وحصل انقطاع لمياه الشرب والكهرباء في الشهر الماضي.
وخلال اجتماع حول "المياه والتنمية والهجرة المناخية" عقد في يونيو، قال باحثون إيرانيون إنه بسبب أزمة المياه، هاجر نحو 10000 أسرة من زابل والمناطق المحيطة بها إلى أجزاء أخرى من إيران خلال العام الماضي.
ويقول خبراء إن تغير المناخ أدى إلى تفاقم موجات الجفاف والفيضانات التي تعاني منها إيران وأن شدتها وتواترها قد يهددان الأمن الغذائي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.